إعداد الباحث / حسن الباتع محمد عبد العاطي -
تحت اشراف أ.د / كمال يوسف اسكندر ود/احمد كامل الخصري
مقدمة :
يهدف هذا الفصل إلى عرض ملخص للبحث ، وأهم النتائج التي تم التوصل إليها ومن ثم تناول أهم التوصيات والمقترحات في ضوء ما أسفرت عنه تلك النتائج ، كما يقدم عدداً من البحوث والدراسات التي تعد امتداداً واستكمالاً للبحث الحالي .
أولاً : ملخص البحث :
مما لا شك فيه أن المجتمعات الإنسانية بشكل عام تعيش اليوم ثورة معرفية وتكنولوجية غير مسبوقة ، الأمر الذي يفرض على كافة التنظيمات و المؤسسات مراجعة أهدافها ، و أساليبها ، و آليات عملها . و التعليم شأنه شأن أي نشاط إنساني يتطور في أهدافه و مضمونه ، و أساليبه و تقنياته ، متأثراً في هذا بالتطورات الاجتماعية ، و الثقافية و الاقتصادية ، و العلمية ، و المحلية و الإقليمية و العالمية .
وتعد الإنترنت من أبرز مستحدثات تكنولوجيا التعليم التي فرضت نفسها على المستوى العالمي خلال السنوات القليلة الماضية حتى أصبحت أسلوباً للتعامل اليومي ، ونمطاً للتبادل المعرفي بين شعوب العالم المتقدم ، كما أن الانتشار السريع لهذه الشبكة جعلها من أحد معالم العصر الحديث ، حتى إن البعض أطلق عليه ( عصر الإنترنت ) أو عصر ثورة المعلومات لما أحدثته هذه الشبكة من أثار عميقة و تغيرات جذرية في أساليب و أشكال التواصل في شتى نواحي الحياة ، ولعل من أهم العوامل التي شجعت على الانتشار السريع لهذه الشبكة - في المجالات المختلفة - ما تتمتع به من المميزات التالية :
- الوفرة الهائلة في مصادر المعلومات .
- الاتصال المباشر وغير المباشر : حيث يستطيع الأشخاص من جنسيات متعددة وأماكن متفرقة التواصل فيما بينهم من خلال البريد الإلكتروني E-mail والتخاطب الكتابي Relay-Chat ، والمؤتمرات المرئية Video-conferencing .
- سرعة وسهولة وصول المعلومات وتبادلها وضمان انتشارها .
- السرية في تبادل المعلومات .
- أنها وسيلة اتصال متعددة الاتجاهات ، فهي لا تنطلق من الفرد إلى العديد كوسائل الإعلام التقليدية بل من العديد إلى العديد .
وقد أغرت تلك المميزات العديدة التي تتمتع بها شبكة الإنترنت الكثيرين للاستفادة منها كل في مجاله ، ومن جملة هؤلاء التربويون الذين بدءوا باستخدامها في مجال التعليم حتى إن بعض الجامعات الأمريكية وغيرها تقدم بعض مناهجها من خلال الإنترنت إضافة إلى الطرق التقليدية .
وتساهم الإنترنت في مجال التربية وعمليتي التعليم والتعلم بدرجة كبيرة في حفظ ونقل وتحسين الخبرات التعليمية ، الأمر الذي ييسر وصولها للمعلمين والمتعلمين ، ويساعد في تحقيق المزيد من الأهداف التعليمية بمختلف أنواعها وتدرج مستوياتها بالمواد الدراسية في المراحل التعليمية المختلفة ، وهذا يبرر الحاجة إلى ضرورة الاستفادة منها في تحقيق مثل هذه الأهداف ، والمعلم الجامعي مطالب أكثر من أي وقت مضى بتطوير معلوماته ومهاراته للتعامل مع هذه التكنولوجيا كي يظل دائماً على اتصال بأحدث ما يجد في اختصاصه سواء على المستوى البحثي أو التدريسي أم التكنولوجي المعاصر . كما أن استمرار تدريب أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم بالجامعات أثناء الخدمة أمر جوهري في مجتمع سريع التغير، فالمعلم الذي يواجه مطالب التغير و تحديات العصر يحتاج إلى تدريب أو إعادة تدريب و تعليم مستمر مدي الحياة ، يمكنه من ملاحقة الجديد في ميدان عمله
وإذا كان هناك الكثير من محاولات التحديث التي تحاول بعض الجامعات تطبيقها فمن الأهمية بمكان أن يسبق هذا التطبيق تدريب حتى لا تحدث مشكلات ومعوقات تجعل هذه المحاولات قليلة الجدوى ، ومن هنا فإن على كل جامعة أن تهيئ برامج تدريبية لإعداد وتنمية أعضاء هيئة التدريس - وبخاصة الجدد منهم - بها ، ويلزم أن تكون تلك عملية مستمرة ومخططاً لها بطريقة علمية على أساس من تحديد دقيق للاحتياجات التدريبية ؛ لأن نجاح أي تصميم تدريبي للمعلمين يقاس بمدي التعرف علي الاحتياجات التدريبية و حصرها و تجميعها ، وأن أي برنامج لا يؤسس علي قياس علمي للاحتياجات التدريبية لا يؤدي دوره بشكل مناسب ، حيث يجب أن تخطط برامج التدريب الجامعي بحيث تراعي تحديد احتياجات أعضاء هيئة التدريس .
ولكي يواكب المعلم الجامعي عصر المعلومات عليه أن يمتلك مهارات جيدة في استخدام مستحدثات تكنولوجيا التعليم مثل الإنترنت ، وذلك بالتدريب المستمر ، وعليه فإن الحاجة إلى وجود برامج للتدريب على استخدام شبكة الإنترنت ليعد من الأمور التي يجب أن تسعى إليها المؤسسات التعليمية بصفة عامة ولا سيما التعليم الجامعي ، الأمر الذي يجعلنا في حاجة إلى توجيه جهود البحث العلمي نحو دراسات مبدئية تحاول استكشاف إمكانية تخطيط وإعداد برامج تهدف إلى تدريب المعيدين والمدرسين المساعدين على بعض استخدامات شبكة الإنترنت بما يلبي احتياجاتهم التدريبية .
ومن ثم كان الهدف الأساسي من هذا البحث هو :
تصميم برنامج مقترح لتدريب المعيدين والمدرسين المساعدين بكلية التربية جامعة الإسكندرية على بعض استخدامات شبكة الإنترنت وفقاً لاحتياجاتهم التدريبية .
وبالتحديد استهدف البحث الحالي الإجابة عن الأسئلة التالية :
1- ما الاحتياجات التدريبية الفعلية للمعيدين والمدرسين المساعدين بكلية التربية جامعة الإسكندرية فيما يتعلق ببعض استخدامات شبكة الإنترنت ؟ .
2- ما البرنامج التدريبي المقترح لتدريب المعيدين والمدرسين المساعدين على بعض استخدامات شبكة الإنترنت ، في ضوء احتياجاتهم التدريبية ؟ .
3- ما فاعلية البرنامج المقترح في تدريب المعيدين والمدرسين المساعدين على بعض استخدامات شبكة الإنترنت ؟ .
4- ما كفاءة البرنامج المقترح في تدريب المعيدين والمدرسين المساعدين على بعض استخدامات شبكة الإنترنت ؟ .
وفيما يلي عرض النتائج التي أسفر عنها البحث الحالي :
للإجابة عن السؤال الأول من أسئلة البحث وهو :
ما الاحتياجات التدريبية الفعلية للمعيدين والمدرسين المساعدين بكلية التربية جامعة الإسكندرية فيما يتعلق ببعض استخدامات شبكة الإنترنت ؟ .
تم تحليل بيانات بطاقة تحديد الاحتياجات التدريبية وجدولتها ؛ لتحديد الاحتياجات التدريبية للمعيدين والمدرسين المساعدين بالكلية فيما يتعلق ببعض استخدامات شبكة الإنترنت. وفيما يلي عرض نتائج تطبيق البطاقة على عينة البحث :
نتائج بطاقة تحديد الاحتياجات التدريبية المتعلقة بخصائص العينة :
بتحليل بطاقة تحديد الاحتياجات التدريبية وجد أن :
- 55.6 % من أفراد العينة ككل ليس لديهم أية خبرة في استخدام الكمبيوتر ، وأن 44.4 % من هذه النسبة خاصة بالمعيدين والمدرسين المساعدين بالأقسام التربوية ويعني ذلك أنهم أحوج الأقسام بالكلية إلى التدريب على استخدام الكمبيوتر ، وقد يرجع ذلك إلى أن نحو 72.2 % من أفراد العينة ككل لم يسبق لهم أن تلقوا أي نوع من التدريب على استخدام الكمبيوتر ، وأن 48.1 % من هذه النسبة خاصة بالمعيدين والمدرسين المساعدين بالأقسام التربوية .
- نحو 68.5 % من أفراد العينة ككل يستخدمون شبكة الإنترنت في البحث عن المعلومـات ، والـبريد الإلكتروني ، وتصميم صفحات إلكترونية Home page ، وأن 38.9 % من تلك النسبة من المعيدين والمدرسين المساعدين بالأقسام التربوية ، وعلى الرغم من ذلك فإن من يستخدم الإنترنت بنفسه من هؤلاء لم يتعد سوى 5.6 % ، وقد يرجع ذلك إلى أنه لم يسبق لهم أن تلقوا أي نوع من التدريب على استخدام الإنترنت سوى نفس النسبة التي تستخدم الإنترنت بنفسها وهي 5.6 % ؛ الأمر الذي يدعو إلى ضرورة تخطيط وتصميم وإعداد برامج تدريبية لإكساب هؤلاء مهارات استخدام الإنترنت .
- نحو 93.5 % من أفراد العينة ككل عبروا عن أهمية الاستخدامات المختلفة للكمبيوتر والإنترنت ، حيث بلغ متوسط درجة أهمية استخدام الكمبيوتر والإنترنت ( 4.93 ) وهذه القيمة تمثل حسب المقياس المتدرج ، أهمية تقع بين الأهمية بدرجة ( كبيرة ) والأهمية بدرجة (كبيرة جداً ) كما أكد نحو 77.8 % من أفراد العينة أن لديهم الوقت الكافي لتلقي أي نوع من التدريب على استخدام الكمبيوتر وشبكة الإنترنت ، وأن 50 % من تلك النسبة من المعيدين والمدرسين المساعدين بالأقسام التربوية .
- متوسط درجة إجادة أفراد العينة للغة الإنجليزية تبلغ ( 3 ) وهذه القيمة تمثل حسب المقياس المتدرج تقدير جيد جداً ، ويعد هذا المستوى مناسب ومتطلب قبلي يجب أن يتوافر في كل من يتعامل مع شبكة الإنترنت ، حيث تؤكد الدراسات أن من أكثر الصعوبات التي تواجه مستخدمي الإنترنت هي صعوبة اللغة ، والتي تحول دون الاستخدام الفعال مع تلك التكنولوجيا ؛ لأن معظم المادة المعروضة على الإنترنت باللغة الإنجليزية .
- المعيدين والمدرسين المساعدين بالأقسام التربوية هم أكثر أفراد العينة حاجة إلى التدريب على استخدام الكمبيوتر وشبكة الإنترنت ، بالمقارنة بالأقسام العلمية والأدبية الأخرى حيث توضح النسب المئوية تدني درجة استخدام الكمبيوتر والإنترنت لتلك الفئة ؛ لأنهم لم يتلقوا أي نوع من التدريب المنظم على استخدام تلك التكنولوجيا ، ولديهم رغبة بدرجة كبيرة جداً في تلقي تدريباً على ذلك .
نتائج بطاقة تحديد الاحتياجات التدريبية المتعلقة بالموضوعات التدريبية :
- اتفق أفراد العينة ( ككل - التخصص ) على أن استخدام شبكة الإنترنت في البحث عن المعلومات يمثل الاحتياج التدريبي الأول ، وقد يرجع ذلك إلى أن كل أفراد العينة من الباحثين ومعظمهم مسجل لنيل درجتي الماجستير والدكتوراه ، وفي حاجة ملحة إلى معرفة بكيفية التعامل مع قواعد البيانات واستخدام محركات البحث وأدواتها في الحصول على المعلومات المرتبطة بمجال بحثهم . وتتفق هذه النتيجة مع دراسة كل من "لازنجر وآخرون" Lazinger, et al (1997) ، و " وانج " و " كوهين " Wang & Cohen (1998) والتي أكدت كل منها على أن استخدام أعضاء هيئة التدريس للإنترنت في البحث عن المعلومات يعتبر من أكثر خدمات الإنترنت استخداماً .
- تفاوت متوسط درجة الاحتياج بالنسبة للموضوعات الأخرى لكل من التخصصات العلمية والأدبية والتربوية ، وربما يرجع ذلك إلى المعرفة والخبرة السابقة - لكل تخصص بكل موضوع ، كما يتضح ذلك من خصائص أفراد العينة ، حيث تلقى معظم أفراد العينة في التخصصات العلمية والأدبية تدريباً على استخدام الكمبيوتر والإنترنت ، مما جعل متوسط درجة احتياجهم للتدريب على مثل هذه الموضوعات منخفضة قياساً بمتوسط درجة احتياج المعيدين والمدرسين المساعدين التربويين .
- وجاء متوسط درجة احتياج أفراد العينة - من المعيدين والمدرسين المساعدين التربويين لكل الموضوعات في الترتيب الأول بالنسبة للمتوسطات في التخصصات العلمية والأدبية ، إذ بلغت متـوسطات درجة الاحتياج بالنسبة لهذه الموضوعات بالترتيب (4.47 ، 4.39 ، 3.98 ، 3.9 ، 3.85 ) وهذه القيم تمثل حسب المقياس المتدرج تقديرات تقع بين الاحتياج بدرجة ( متوسطة) والاحتياج بدرجة (كبيرة جدا ) ، ويرجع ذلك إلى ما أظهرته خصائص العينة المتعلقة بالمعيدين والمدرسين المساعدين من أن معظمهم لا يمتلكون مهارات استخدام الكمبيوتر والإنترنت ، وأن حاجتهم كبيرة إلى التدريب على مثل هذه التكنولوجيا .
نتائج بطاقة تحديد الاحتياجات المتعلقة بالأساليب والإجراءات الخاصة بتصميم البرنامج :
- في ضوء استجابات أفراد العينة حول الأساليب والإجراءات الخاصة بتصميم البرنامج فقد كان البرنامج المفضل للجـمهور المستهدف : أن يعقد في كلية التربية بنسبة 74.07 % أو في مراكز متخصصة خارج نطاق الجامعة بنسبة 16.67 % ، وأن يكون عبارة عن برنامج مدته أسبوع عمل مكثف بنسـبة 50 % أو شهر بنسبة 33.33 % أو أسبوعان بنسبة 9.26 % أو ثلاثة أسابيع بنسبة 7.41 % .
- أن يعقد البرنامج أثناء الإجازة الصيفية بنسبة 51.85 % أو خلال أيام الدراسة بنسبة 35.19 % أو أثناء إجازة نصف العام بنسبة 9.26 % ، وأن يكون التدريب في الصباح ( 9 - 12 ) بنسبة 64.81 % أو بعد الظهر ( 12 - 3 ) بنسبة 24.07 % أو في المساء ( 4- 7 ) بنسبة 11.12 % ، وأن تكون مدة التدريب للدرس الواحد ثلاث ساعات بنسبة 55.56 % أو ساعتين بنسبة 29.63 % أو ساعة واحدة بنسبة 14.81 % .
- أن أساليب التدريب المفضلة في البرنامج كانت المحاضرة والمناقشة ، ثم بياناً عملياً توضيحياً ، ثم ممارسة ذاتية بنسبة 64.81 % ، أو أن يستخدم في البرنامج مواد مطبوعة مزودة برسومات بنسبة 12.96 % أو مشاهدة برامج تعلم ذاتي بنسبة 11.12% أو الجمع بين كل الأساليب السابقة بنسبة 11.12 % .
- يرى 51.85 % من أفراد العينة أن تكون كلية التربية هي الجهة المسئولة عن الإشراف على تطبيق البرنامج ، في حين فضل 37.04 % أن تشرف على البرنامج مراكز متخصصة خارج نطاق الجامعة ، بينما رأى البعض 11.12 % منهم أن تتولى إدارة الجامعة هي الإشراف .