بناء مقياس الوحدة النفسية ومدى انتشارها لدى مجموعات عمرية متباينة من أطفال المدارس بدولة قطر / د. مايسة أحمد النيال
الملخص: نحن نعيش في عصر يتميز بتغيرات سياسية و اقتصادية و ثقافية متباينة أدت إلى تعقد أساليب التوافق و التواكب، و أصبح هذا التغير من العلامات الجوهرية التي تميز سمات هذا العصر و الذي بدوره يعرض الفرد إلى أنماط من مواقف الحياة ، التي تتضمن عناصر الضغط و التوتر و الانعصاب، و نتيجة لذلك أصبح الفرد فريسة لضروب شتى من الاضطرابات الانفعالية و النفسية التي تصيب صحته النفسية و العقلية، فتدفعه إلى الانزواء و العزلة و الشعور بالوحدة النفسية. و من ثم الوحدة النفسية نقطة البداية لكثير من المشكلات التي يمكن أن يعاني و يشكو منها الفرد، يتصدرها الشعور الذاتي بعدم السعادة، و التشاؤم، فضلا عن الإحساس القهري بالعجز نتيجة الانعزال الاجتماعي و الانفعالي. ومن هذا المنطلق يتبين لنا أن الشعور بالوحدة النفسية شعور نفسي أليم قد يكون مسئولا عن شتى أشكال المعاناة.
و يعد الشعور بالوحدة النفسية من الظواهر الاجتماعية الهامة، التي تنتشر بين الأطفال و المراهقين و الشباب، إلا أن هذا الشعور يمكن أن يوجد أيضا لدى الراشدين و من هم في سن الكهولة (جابر عبد الحميد، محمود عمر، 1989) و نجد أن الشعور بالوحدة النفسية مشكلة عامة قد تصيب الفرد في أي مرحلة من مراحل عمره.
فعندما يفتقد الفرد، الاتصال و الاحتكاك الانفعالي و الاجتماعي تكون النتيجة الحتمية هي الشعور بالوحدة النفسية- خبرة من التتوق و الشعور بالفراغ و قد وصفها أحد السيكياتريين "سوليفان" بأنها "خبرة مؤلمة تربك التفكير بهدوء و صفاء" فليس من الضروري أن يكون الفرد معزولا "فيزيقيا" ليخبر الوحدة. و بالأحرى، تنبع الوحدة النفسية من افتقاد الفرد للعلاقات الاجتماعية ( Sullivan ,1953,P.261 ).
و قد ميز فايس (1973) بين نوعين من أنواع الوحدة النفسية أولهما: الوحدة النفسية الناشئة عن الانعزال الانفعالي، و ثانيهما الوحدة النفسية التي تنجم عن العزل الاجتماعي. فالأول، نتاج غياب الاتصال و التعلق الانفعالي، في حين يرجع النوع الثاني إلى انعدام الروابط الاجتماعية. و كلا الطرفين في الواقع خبرتان مؤلمتان، فضلا عما يصاحبهما من أعراض التوتر و الاكتئاب و عدم الشعور بالراحة. و قد توصل "فايس" إلى أنه من الصعب أن يكون تكوين صداقة جديدة هو البديل للتخلص من الشعور بالوحدة النفسية فيميل الشخص الذي يعاني من غياب عنصر الحب في علاقاته بالآخرين إلى الشعور بالوحدة النفسية المؤلمة و ذلك على الرغم من إمكانية تواجد أصدقاء أو أطفال يمكن قضاء معهم بعض الوقت (Rubin&Mcneil,1983,P.463).
و قد ميز "يونج" بين ثلاثة أنواع من الوحدة النفسية:
1. الوحدة النفسية العابرة، و التي تتضمن فترات من الوحدة على الرغم من حياة الفرد الاجتماعية تتسم بالتوافق و المواءمة.
2. الوحدة النفسية التحولية و فيها يتمتع الفرد بعلاقات اجتماعية طيبة في الماضي القريب و لكنهم يشعرون بالوحدة النفسية حديثا نتيجة لبعض الظروف المستجدة كالطلاق، أو وفاة شخص عزيز.
3. الوحدة النفسية المزمنة، و التي قد تستمر لفترات طويلة تصل إلى حد السنين، و فيها لا يشعر الفرد بأي نوع من أنواع الرضا فيما يتعلق بعلاقاته الاجتماعية.
و في الواقع، فإن النوعين الأوليين شائعان و لكنهما لا يصلان إلى حد التطور للدخول في نطاق دائرة الوحدة النفسية المزمنة.
الملخص: نحن نعيش في عصر يتميز بتغيرات سياسية و اقتصادية و ثقافية متباينة أدت إلى تعقد أساليب التوافق و التواكب، و أصبح هذا التغير من العلامات الجوهرية التي تميز سمات هذا العصر و الذي بدوره يعرض الفرد إلى أنماط من مواقف الحياة ، التي تتضمن عناصر الضغط و التوتر و الانعصاب، و نتيجة لذلك أصبح الفرد فريسة لضروب شتى من الاضطرابات الانفعالية و النفسية التي تصيب صحته النفسية و العقلية، فتدفعه إلى الانزواء و العزلة و الشعور بالوحدة النفسية. و من ثم الوحدة النفسية نقطة البداية لكثير من المشكلات التي يمكن أن يعاني و يشكو منها الفرد، يتصدرها الشعور الذاتي بعدم السعادة، و التشاؤم، فضلا عن الإحساس القهري بالعجز نتيجة الانعزال الاجتماعي و الانفعالي. ومن هذا المنطلق يتبين لنا أن الشعور بالوحدة النفسية شعور نفسي أليم قد يكون مسئولا عن شتى أشكال المعاناة.
و يعد الشعور بالوحدة النفسية من الظواهر الاجتماعية الهامة، التي تنتشر بين الأطفال و المراهقين و الشباب، إلا أن هذا الشعور يمكن أن يوجد أيضا لدى الراشدين و من هم في سن الكهولة (جابر عبد الحميد، محمود عمر، 1989) و نجد أن الشعور بالوحدة النفسية مشكلة عامة قد تصيب الفرد في أي مرحلة من مراحل عمره.
فعندما يفتقد الفرد، الاتصال و الاحتكاك الانفعالي و الاجتماعي تكون النتيجة الحتمية هي الشعور بالوحدة النفسية- خبرة من التتوق و الشعور بالفراغ و قد وصفها أحد السيكياتريين "سوليفان" بأنها "خبرة مؤلمة تربك التفكير بهدوء و صفاء" فليس من الضروري أن يكون الفرد معزولا "فيزيقيا" ليخبر الوحدة. و بالأحرى، تنبع الوحدة النفسية من افتقاد الفرد للعلاقات الاجتماعية ( Sullivan ,1953,P.261 ).
و قد ميز فايس (1973) بين نوعين من أنواع الوحدة النفسية أولهما: الوحدة النفسية الناشئة عن الانعزال الانفعالي، و ثانيهما الوحدة النفسية التي تنجم عن العزل الاجتماعي. فالأول، نتاج غياب الاتصال و التعلق الانفعالي، في حين يرجع النوع الثاني إلى انعدام الروابط الاجتماعية. و كلا الطرفين في الواقع خبرتان مؤلمتان، فضلا عما يصاحبهما من أعراض التوتر و الاكتئاب و عدم الشعور بالراحة. و قد توصل "فايس" إلى أنه من الصعب أن يكون تكوين صداقة جديدة هو البديل للتخلص من الشعور بالوحدة النفسية فيميل الشخص الذي يعاني من غياب عنصر الحب في علاقاته بالآخرين إلى الشعور بالوحدة النفسية المؤلمة و ذلك على الرغم من إمكانية تواجد أصدقاء أو أطفال يمكن قضاء معهم بعض الوقت (Rubin&Mcneil,1983,P.463).
و قد ميز "يونج" بين ثلاثة أنواع من الوحدة النفسية:
1. الوحدة النفسية العابرة، و التي تتضمن فترات من الوحدة على الرغم من حياة الفرد الاجتماعية تتسم بالتوافق و المواءمة.
2. الوحدة النفسية التحولية و فيها يتمتع الفرد بعلاقات اجتماعية طيبة في الماضي القريب و لكنهم يشعرون بالوحدة النفسية حديثا نتيجة لبعض الظروف المستجدة كالطلاق، أو وفاة شخص عزيز.
3. الوحدة النفسية المزمنة، و التي قد تستمر لفترات طويلة تصل إلى حد السنين، و فيها لا يشعر الفرد بأي نوع من أنواع الرضا فيما يتعلق بعلاقاته الاجتماعية.
و في الواقع، فإن النوعين الأوليين شائعان و لكنهما لا يصلان إلى حد التطور للدخول في نطاق دائرة الوحدة النفسية المزمنة.