ولدت اليزابت بوثري في هنغاريا عام 1560 بالضبط بعد موت دراكولا بمئة عام وهي تنحدر من عائله نبيلة و عريقه في هنغاريا . كان ابوها جورج و والدتها آنا بوثري من اغنى و اعرق العوائل في البلاد و كان ابن عمها رئيس وزراء هنغاريا اما خالها استيفان فقد اصبح ملك بولندا ؛ غير ان هذه العائلة ضمت كذلك بعض الاقارب الغريبي الاطوار فاحد اخوالها كان معروفاً بعبادة الشيطان و فرد اخر من هذه العائله كان مجنوناً و متخلف عقليا. في ربيع عام 1575 و في عمر 15 سنه تزوجت اليزابت من الكونت فرانتز ناديسدي و الذي كان في الخامسه و العشرين من عمره و بعد الزواج انتقلت اليزابت للعيش مع زوجها في قلعة كسيجا و هي قلعة نائيه على سفوح الجبال؛ كونت فرانتز امضى زمناً طويلاً في محاربة الاتراك و كان جندياً شجاعاً و جريئاً في ساحة المعركه و فيما بعد حصل على لقب { العقاب الاسود } و هو من اعلى و ارفع الالقاب في هنغاريا.
في اثناء غياب زوجها في ساحات الحرب و خلال 25 سنه من زواجها اعتادت اليزابت على البقاء وحدها و اصبحت حياتها مملة فكانت تستمتع احياناً بتعذيب خادماتها و كذلك بالوقوف امام المرآة لعدة ساعات معجبة بجمالها وكانت تتخذ عدداً من الشبان عشاقاً لها و في احدى المرات هربت مع احدهم و لكنها عادت فيما بعد و قد صفح زوجها عنها . كذلك كانت اليزابت تمتع نفسها في فترة غياب زوجها بزيارة عمتها الكونتيسه كلارا بوثري و التي كانت معروفة بعلاقاتها الجنسية الشاذة و حتماً كانت اليزابت تشارك عمتها في علاقاتها المشبوهه تلك ؛ و فيما بعد بدأت اليزابت بالاهتمام بامور الشعوذه والسحر الاسود ؛ حيث ان احدى وصيفاتها و التي تدعى دورثا زنتس و كذلك تلقب بدوركا و التي كانت ساحرة حقيقيه علمتها طرق التنجيم والسحر . فيما بعد اصبحت دوركا معاونة اليزابت في اعمالها القذرة و هي التي شجعتها للقيام باعمالها السادية و تعذيب الناس.
في هذه الاثناء بدأت اليزابت وبمعاونة دوركا بتعذيب خادماتها الشابات في سرداب القلعة بالاضافه الى ذلك كانت تساعدها مربيتها العجوز ايلونا جو و كذلك احد الخدم و الذي يدعى جوهان يوجفاري و خادمة اخرى تدعى آنا درولا ؛ و بمساعدة هذه المجموعة حولت اليزابت قلعتها الى مكان شرير . كانت دائماً تجد الحجج لمعاقبة ضحاياها ؛ حيث كانت تعري ضحيتها ثم تجلدها بالسياط على جسمها العاري و كانت تستمتع جداً و هي ترى الرعب مرسوماً على وجوه ضحاياها التعيسيين.
في عام 1600 توفى زوجها فرانتز و بدأت بموته فترة الرعب الحقيقية ؛ قامت اليزابت بارسال والدة زوجها الى خارج القلعة لكي تمارس جرائمها الشريرة بدون ازعاج و بدأت منذ ذلك الوقت بالإستمتاع بالإستحمام بدماء ضحاياها . شئ ما حدث في حياة اليزابت و الذي جعلها تشعر بالقلق و تزداد جرأة و وحشية في جرائمها ؛ ففي ذلك الوقت أصبح عمرها 40 سنة و بدأت بالقلق على جمالها و قد حاولت اخفاء التجعدات اللتي ظهرت على وجهها من خلال مستحضرات التجميل و لكنها شعرت بحقيقة إنها أصبحت متقدمة بالعمر و جمالها ذاهب الى الزوال . ولكن حدث في يوم من الأيام إن إحدى خادماتها الشابات كانت تسرح شعرها و حدث إنها جرت شعر الكونتيسه بعنف اثناء التمشيط فغضبت اليزابت و ضربتها على وجهها فبدأ الدم يتدفق من انف الفتاة و سقطت قطرات منه على يد الكونتيسه اللتي أحست بنشوة عارمة لرؤيتها الدم على يدها و شعرت بأن هذا الدم يمكن أن يعيد الشباب الى بشرتها ثم بمساعدة جوهان و دوركا عرت الفتاة من ملابسها و علقتها داخل وعاء ضخم و قامت بتقطيع شرايينها ؛ و بعد موت الفتاة قامت اليزابت بالدخول الى الوعاء وإستحمت بدماء الخادمة المسكينة . لقد كانت متأكدة الآن من أنها قد وجدت الطريقة لإعادة شبابها . لقد إكتشفت إن الدم و كما عرفه القدماء هو مصدر الحياة.
خلال العشر سنين التالية كانت الكونتيسه تحصل على المزيد من الفتيات الشابات من إحدى القرى المجاورة و ذلك باغرائهن بالعمل كخادمات في القلعة و باجور عالية ثم بعد ذلك يقوم مساعديها بقتل الفتاة العاثرة الحظ لكي تتمكن الكونتسيه من أخذ حمامها الدموي.
و في بعض الأحيان كانت تقوم بشرب دماء ضحاياها من أجل الحصول على الصحة و طول العمر و لكن سرعان ما أحست اليزابت من أن دماء الفتيات القادمات من القرية لها مفعول قليل الأثر على بشرتها لذلك تطلعت للحصول على دماء أفضل فاخذت بجمع الفتيات من العوائل البرجوازية و اللواتي لاقن نفس المصير التعس لضحايا اليزابت السابقات.
و في هذه الاثناء و مع إختفاء الفتيات من العوائل النبيلة و بسبب إن الكونتيسه اصبحت اكثر تهوراً في القيام باعمالها الشنيعة فقد بدات الشائعات تنتشر في كل مكان حول قلعتها المرعبة و سرعان ما وصلت هذه الشائعات الى اسماع امبراطور هنغاريا في ذلك الوقت و اللذي أمر رئيس الحكومة و هو ابن عم اليزابت ايضاً بالتوجه الى القلعة و تفتيشها.
في 30 ديسمبر 1610 دخلت مجموعة من الجنود يقودها ابن عم الكونتيسه الى القلعة ليلاً و قد شعروا بالرعب للمناظر البشعة اللتي رأوها داخل القلعة ففي وسط بهو القلعة كانت فتاة ميتة و لا توجد قطرة دم في جسدها ؛ فتاة اخرى كان جسدها ينزف و لكنها كانت لا تزال على قيد الحياة و في سرداب القلعة اكتشفوا مجموعة من الفتيات كن ينتظرن مصيرهن الأسود في الزنزانات و بعضهن كانت اجسادهن مقطعة و قرب جدران القلعة على سفح الجبل اكتشفوا البقايا البشرية لأكثر من 50 فتاة.
و في اثناء المحاكمة عام 1611 اكتشف المحققون اسماء 650 ضحية في دفتر الملاحظات الخاص بالكونتيسه ؛ لقد كانت من اكبر المحاكمات في تاريخ هنغاريا و لا تزال وقائعها محفوظة حتى اليوم ؛ جميع معاوني الكونتيسه حكم عليهم بالاعدام و قد احرقت اجسادهم بعد موتهم ؛ و لكن الكونتيسه و بسبب موقعها الاجتماعي فانها لم تحاكم و لم تحظر الىالمحكمة و لكن الامبراطور امر بحبسها في قلعتها حيث اغلقوا جميع النوافذ و الابواب بالحجارة و حبسوا الكونتيسه في غرفة نومها و كانوا يدخلون اليها الطعام عبر فتحة صغيرة في الحائط.
في عام 1614 اربعة سنوات بعد سجن الكونتيسه في قلعتها وجدها الحراس ملقية على وجهها في غرفة نومها و قد فارقت الحياة ؛ اليزابت بوثري او الكونتيسه الدموية ماتت في عمر الرابعة و الخمسين .