اجتاحت حالة من الفزع والرعب أوساط العمالة المصرية بالكويت بعد الأنباء التي ترددت حول نية وزارة الشؤون الاجتماعية الكويتية تقليص حجم العمالة ،واتخاذ إجراءات صارمة في منح تأشيرات العمل.
جاء ذلك فى الوقت الذي غازلت السفارة المصرية وزارة الشئون الكويتية وشكرتها علي حفظ حقوق العمال المصريين وهو ما طرح العديد من التساؤلات حول مصير العمالة المصرية في ظل إظهار المسئولين الكويتيين للعين الحمراء تجاه الإضرابات الأخيرة التي قامت بها العمالة البنغالية بسبب عدم الحصول علي حقوقهم وأوضاعهم السيئة لذا قررت الحكومة الكويتية ترحيل ما يزيد عن الالف منهم ودراسة منع استقدام تلك العمالة .
وقد فجر خبر نشر فى جريدة الوطن عن تقليص العماله العربية في إشارة الي مصر ويتضمن الخبر تصريحات لمصادر حكومية حول وجود توجه حكومي لوضع ضوابط مشددة على كروت الزيارة بأنواعها، وشروط الإقامة لأبناء هذه الجالية العربية، بعدما بلغ إجمالى عددها في الكويت رقما كبيرا.. وهذا التوجه يشمل جاليات أخرى لاحقا.
وبيّنت المصادر أن "معلومات تلقتها الأجهزة الأمنية عن نية العديد من هذه الجالية العربية في التظاهر بعد مظاهرات البنغاليين.. وهناك أكثر من سبعة آلاف حارس أمن منهم قرروا التظاهر ثم تراجعوا"، مؤكدة ان "أمام العدد الكبير لهذه الجالية، وضعت خطة لتنفيذها خلال أقصى سرعة بالتشدد ضمن اطر قانونية في استقدام عمالة من هذه الدولة، وتضييق الخناق على كروت الزيارة التي يمكن ان تمنح لأبنائها وكذلك للالتحاق بعائل، الى جانب عدم التساهل مع المخالفين وإبعادهم فورا".
في الوقت الذي تتسرب فيه هذه المعلومات من الجانب الكويتي نجد علي النقيض في الجانب المصري ممثلا في السفارة المصرية التي غازل مستشارها العمالي محمد سعد السلطات الكويتية وعبر عن شكر مصر وتقديرها لجهود السلطات الكويتية "النبيلة" في تأمين حقوق العمالة المصرية التي تعمل على أراضيها والحفاظ على مكتسباتها.
وقال سعد ان وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل شكلت لجانا وفرق عمل "قامت مشكورة بتفقد احوال جميع المصريين العاملين كحراس أمن في الشركات المحلية واطلعت على ظروف عملهم وتأكدت بنفسها من حصولهم على حقوقهم المالية كافة كما سألتهم مباشرة عن ظروفهم المعيشية واحتياجاتهم كافة وعما إذا كانوا يعانون من أي مشكلات تتعلق بعملهم".
وأضاف "نشكر وزارة الشؤون على هذه الخطوة الكريمة وعلى حرصها الدائم على متابعة ظروف العمالة المصرية لاسيما في شركات الحراسة والتأكد من مدى التزامها بالعمل المناط بها وكذلك استفسارها عن مستحقاتهم المالية".
وقال سعد ان العمال المصريين في الشركات الخاصة بمجال الامن التزموا كعهدهم دائما بآداب الوافدين وأخلاقهم معربا عن تعهده بأن يواصل هؤلاء العمال كل ما اوكل اليهم من أعمال أو التزامات والمضي في ما من شأنه تعزيز الجهود المخلصة في سبيل تقدم وتطور دولة الكويت ورفعة شأنها.
وذكر ان "الايام القليلة الماضية التي مرت بهدوء فيما يتعلق بالعمالة المصرية أكبر دليل على شعورنا بأننا في بلدنا الثاني وان ما يمس أمن الكويت واستقرارها إنما يمس مصر نفسها".
تصريحات سعد الوردية لم تطفئ النار في قلوب الكثير من افراد العمالة المصرية التي تعاني الأمرين بسبب عدم حصولهم علي مستحقاتهم وتعرضهم للابتزاز والنصب من جانب تجار الاقامات وشركات العمالة التي تستولي علي جزء كبير من رواتبهم .