[size=21]السلام عليكم و رحمة الله تعالى و ركاته...
هذه أيام أزفة و أفراح ...و مما يميز هذه الازفة حضور الأحباب و الأصحاب و الاهل و ألأقارب للتهاني ...و رغم اجتهادات العلماء و الدعاة ...و انتشار الفتاوى و الأحكام و تعميمها بين المسلمين ...إلا أننا لا زلنا نسمع عبارات موهومة ..بل لا علاقة لها بالهدي النبوي ولا معانيها تطابق تعاليم الإسلام السمحة ...و من بين هذه الألفاظ الموهومة ...قول المهنئ للعريس أو لأهله مهنئا أو داعيا ...بالرفاء و البنين....
[size=21]فما أصل هذه العبارة الموهومة و ما هو البديل من الهدي النبوي.
باب كيف يدعى للمتزوج
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد هو ابن زيد عن ثابت عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى على عبد الرحمن بن عوف أثر صفرة ، فقال : ( ما هذا ) ؟ قال : إني تزوجت امرأة على وزن نواة من ذهب . قال : ( بارك الله لك . أولم ولو بشاة ) .
أصل هذه العبارة في الحديث
حديث معاذ بن جبل أنه شهد أملاك رجل من الأنصار فخطب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنكح الأنصاري وقال : ( إلى الإلفة والخير والبركة والطير الميمون والسعة في الرزق ) الحديث أخرجه الطبراني في الكبير بسند ضعيف وأخرجه في ( الأوسط ) بسند أضعف منه ، وأخرجه أبو عمر و البارقاني في كتاب معاشرة الأهلين من حديث أنس وزاد فيه ( والرفاء والبنين ) وفي سنده أبان العبدي وهو ضعيف.
وأقوى من ذلك ما أخرجه أصحاب السنن وصححه الترمذي و ابن حبان و الحاكم من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفأ إنساناً قال : بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما في خير
وقوله : ( رفأ ) بفتح الراء وتشديد الفاء مهموز معناه دعا له.
بالرفاء والبنين : كانت كلمة تقولها أهل الجاهلية فورد النهي عنها كما روى بقي بن مخلد من طريق غالب عن الحسن عن رجل من بني تميم قال : كنا نقول في الجاهلية بالرفاء والبنين ، فلا جاء الإسلام علمنا نبينا قال : "قولوا : بارك الله لكم وبارك فيكم وبارك عليكم" ، وأخرج النسائي و الطبراني من طريق أخرى عن الحسن عن عقيل بن أبي طالب أنه قدم البصرة فتزوج امرأة فقالوا له : بالرفاء والبنين ، فقال : لا تقولوا هكذا وقولوا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"اللهم بارك لهم وبارك عليهم"
ورجاله ثقات إلا أن الحسن لم يسمع من عقيل فيما يقال . ودل حديث أبي هيريرة على أن اللفظ كان مشهوراً عندهم غالباً حتى سمي كل دعاء للمتزوج ترفئة ، واختلف في علة النهي عن ذلك فقيل : لأنه لا حمد فيه ولا ثناء ولا ذكر لله ، وقيل : لما فيه من الإشارة إلى بغض البنات لتخصيص البنين بالذكر ،
وأما الرفاء: فمعناه الالتئام من رفأت الثوب ورفوته رفواً ورفاء وهو دعاء للزوج بالالتئام والائتلاف فلا كراهة فيه.
وقال ابن المنير : الذي يظهر أنه صلى الله عليه وسلم كره اللفظ لما فيه من موافقة الجاهلية لأنهم كانوا يقولونه تفاؤلاً لا دعاء ، فيظهر أنه لو قيل للمتزوج بصورة الدعاء لم يكره...
وأما ما أخرجه ابن أبي شيبة من طريق عمر بن قيس الماضي قال : ( شهدت شريحاً وأتاه رجل من أهل الشام فقال : إني تزوجت امرأة ، فقال : بالرفاء والبنين ) الحديث أخرجه عبد الرزاق من طريق عدي بن أرطاة قال : حدثت شريحاً أني تزوجت امرأة فقال : بالرفاء والبنين ) فهو محمول على أن شريحاً لم يبلغه النهي عن ذلك ، ......و عليه فالدعاء للمتزوج بالبركة هو المشروع ، ولا شك أنها لفظة جامعة يدخل فيها كل مقصود من ولد وغيره ، ويؤيد ذلك ما تقدم من حديث جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قال له : تزوجت بكراً أو ثيباً ..قال له : بارك الله لك والأحاديث في ذلك معروفة . ..
[/size][/size]