يواجه الطفل أفكار مزعجة بين الحين والآخر نتيجة شعور بالإحباط من خطأ ارتكبه مما يجعله يصدر سلوكيات استفزازية وسط تعنيف مستمر من الأهل ،هذا ما يدعو الآباء والأمهات إلى إتباع طرق خاطئة للتعبير عن الغضب دون أن ينعكس هذا الشعور على الطفل بصورة سلبية.
ويشير الطبيب النفسي والمتخصص في سلوكيات الأطفال د. عمرو يؤكد خلال برنامج صباحك سكر علي OTV إلى أنه على الآباء التعامل مع الأفكار المزعجة التي تسيطر عليهم لكي يتعاملوا مع استفزازية وسلوك أطفالهم بصورة صحيحة وشكل إيجابي ، لأن هناك اتصال وثيق بين الأهل والأطفال ، فعندما يتخلص الآباء من الشعور بالاكتئاب أو الغضب ويتعاملون مع المواقف بهدوء وسيطرة كاملة ، من الطبيعي أن يكتسب الطفل هذا السلوك.
القاعدة الذهبية التي يجب أن يضعها الآباء فى الاعتبار هي أنهن وأطفالهم يرتكبون الأخطاء، لذا كل عندما يرتكب طفلك أفعال مستفزة ككسر بعض "الأباجورات" أن قلب طبق طعامه ،لابد التعامل مع هذه المواقف بهدوء دون فقد السيطرة على أعصابك أو الاكتئاب أو المبالغة فى رد الفعل.
أم مثالية!
ويقدم د. عمرو صلاح طريقة فعالة للآباء وخاصة الأمهات للتغلب على الشعور بالغضب وهي طريقة "2-4-6" وقبل شرحا باستفاضة عليكِ أولاً أن تراقبي أفكارك وأحاسيسك للحظة عند التعرض للاستفزاز من طفلك، وتسألي نفسك بماذا أشعر باكتئاب أم غضب؟ أم أشعر بأني أم فاشلة ؟ على الفور استبدلي هذا الشعور بالتأكد بأن ليس هناك أم مثالية.
وعن خطة (2-4 -6) هي عبارة عن مراحل يمكنك من خلالها التخلص من سلوكياتك السلبية واستبدالها باخري ايجابية تتسم بالهدوء.
المرحلة الأولي " 2"(مرحلة التعرض للاستفزاز)
تعقب السلوك الاستفزازي وتسبب حالة من "الغضب أو الاكتئاب"
المرحلة الثانية "4" (كيفية التصرف بهدوء)
1 - "الاستك" : هي مرحلة تقليل الأفكار السلبية ، فهناك بعض الأمهات يتعاملن مع أفكارهن السلبية بطريقة "الأستيك" وهى عن طريق ارتداء استيك في اليد ، وشده بقوة فى حالة وجود فكرة سلبية طارئة بهدف لفت الانتباه وكأحد طرق التفكير .
2 - تأجيل الغضب : هناك طريقة أخري يمكن خلالها تفريغ الغضب بتأجيله، لأن إذا استسلمت الأم لغضبها لن تتصرف بصورة صحيحة على الإطلاق ،لذا يمكن تفريغ حالة الغضب بعد نوم الأطفال بأي صورة من الصور .
3 - التقوقع : قبل الغضب على الأم أن تسأل نفسها عن هدفها فى تربية أطفالها ؟وهل السلوك الذي سيصدر منها الآن سيساعدها في تحقيق هدفها ؟ في هذه الحالة ستجد الأم نفسها تتقوع مثل السلحفاة وسرعان ما ستهدأ انفعالاتها.
4 - الطبيعية : هناك آباء يتميزون بالقدرة على السيطرة على النفس بشكل طبيعي بقناعتهم بأن كل الأولاد يرتكبون الأخطاء والآباء أيضاَ.
المرحلة الثالثة "6" (كيف تنمي الأفكار الإيجابية)
1 - تغيير الألفاظ : شجعي نفسك بجمل مختلفة وغير معتادة عليها على سبيل المثال بدل أن تقولي لنفسك : "أنا فاشلة في تربية أبنائي" قولي : "لا توجد أم مثالية وإنما هناك أم تجيد التعامل مع أبنائها"
2 - الأفكار المهدئة : تشعر الأم أحياناً بأن طفلها يكرها ، إذا شعرتِ بهذا الإحساس أكدي لنفسك أن طفلك لا يتحكم فى تصرفاته وهنا يأتى دورك أنتِ وزوجك من أجل تقويم هذه التصرفات.
3 - نظرة للمستقبل : عند محاولة الأم تعويد طفلها على استخدام "النونية" والاستغناء عن الحفاض وتفشل في تحقيق هذه المحاولة لمرات عديدة ، لابد أن تنظر للمستقبل، وتقول : عند دخوله الجامعة لابد وأنه سيستغني عن لبس "الحفاض" ،وبهذه الطريقة تؤكد لنفسها أن هذا الأمر مؤقت ولا يدعو لتضخيم المشكلة.
4 - نصف الكوب الممتلئ : تخلصي من السلبية بمدح نفسك على المواقف الإيجابية التى واجهتيها مع طفلك وكنتِ راضية فيها عن تصرفاتك.
5 - الضحك : فى أي مشكلة تحدث، لابد وأن يكون بها جانب مضحك، لذا لا مانع من التقاط هذه المواقف ومحاولة مشاركك أطفالك في الضحك عليها.
6 - مواقف صعبة : على الأم أن تحرص على تعليم أبنائها التعامل مع المواقف الصعبة وتشجيع أنفسهم من خلال تشجيع نفسها أولاً .
كظم الغيظ
وفى النهاية تذكري قول الله تعالي في سورة آل عمران (وَالْكَاظِمِينَ الغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ) قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه ، دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور عين ما شاء" الترمذي.
عن أبي هريرة رضي اللّه عنه ، قال النبي صلى اللّه عليه وسلم:"من كظم غيظاً وهو يقدر على إنفاذه ملأ اللّه جوفه أمناً وإيماناً".
إذا لم تستطيعين كظم غيظك ، يمكنك إتباع بعض الطرق التي وردت فى الأحاديث النبوية للتغلب على هذا الشعور سواء كان بسبب استفزاز أطفالك أو الشعور بالغضب بصفة عامة :
* تغيير الهيئة : لا تستسلمي للانفعال بل عليكِ تغيير وضعك فإذا كنتِ تقومين بالمذاكرة لطفلك قومي بعمل شئ آخر كتحضير العشاء .
روى الإمام أحمد عن أبي ذر قال: كان يسقي على حوض له فجاء قوم فقالوا: أيكم يورد على أبي ذر ويحتسب شعرات من رأسه؟ فقال رجل: أنا، فجاء الرجل فأورد عليه الحوض فدقه، وكان أبو ذر قائماً فجلس ثم اضطجع فقيل له: يا أبا ذر لم جلست ثم اضطجعت، فقال: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب، وإلا فليضطجع".
* الوضوء : إذا شعرتِ بالغضب الشديد قومي فتوضئي لإطفاء لهيب غيظك
أخرج أبو داود عن أبي وَائِلِ الْقَاصّ قالَ: " دخَلْنَا عَلَى عُرْوَةَ بنِ مُحَمّدِ ابنِ السّعْدِيّ فَكَلّمَهُ رَجُلٌ فأَغْضَبَهُ فَقَامَ فَتَوَضّأَ ثمّ رَجَعَ وَقَدْ تَوَضّأ،َ فقالَ حدّثنِي أَبِي عن جَدّي عَطِيّة قالَ: قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: إِنّ الْغَضَبَ مِنَ الشّيْطَانِ، وَإِنّ الشّيْطَانَ خُلِقَ مِنَ النّارِ، وَإِنّمَا تُطْفَأُ النّارُ بالمَاءِ، فإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُم فَلْيَتَوَضّأْ".